ما هو الستاكينج Staking؟ هل Staking حلال أم حرام؟

ما معنى Staking؟
– في المقابل يتم منحك عائد عبارة عن نسبة مئوية ثابتة -في أغلب الأحوال- من هذه العملات مقابل الحصول على ملكيتها المؤقتة. هذه النسبة يتم احتسابها على أساس سنوي وتُسمى Annual Percentage Yield أو APY.
ما هو الستاكينج Staking؟
– تحدثنا بشكل مختصر على معنى Staking لكننا لم نتحدث عن ماهية هذه العملية، ولماذا يتم الدفع لك مقابل القيام بذلك؟ وهذا سيكون له دور هامّ جدًا عندما ننتقل إلى الإجابة عن سؤال هل Staking حلال أم حرام؟.
الستاكينج في نظام إثبات الحصة PoS
– العملات الرقمية التي تعتمد على تقنية البلوكتشين تحتاج إلى نظام لتحقيق الإجماع، وهي عملية للتحقق من أمور مثل صحّة المعاملات التي تمت على الشبكة أو الموافقة على إجراء تعديلات وغيرها من الأمور. جزء من هذا النظام يعتمد على بروتوكولات مثل إثبات العمل PoW أو إثبات الحصّة PoS أو غير ذلك.
بروتوكول إثبات العمل Proof of Work (PoW)
– هذا البروتوكول يعتمد باختصار على وجود قوّة حوسبية (المعدنون) تتنافس فيما بينها للوصول إلى حل لغز معين والذي يؤدي إلى العثور على “الهاش” الصحيح للكتلة من أجل الفوز بمكافأة الكتلة.
بروتوكول إثبات الحصّة Proof of Stake (PoS)
– اعتماد بروتوكول PoW على الحاجة إلى قوة حوسبية ضخمة أدى إلى الكثير من الانتقادات له بسبب الأضرار البيئية والاستهلاك المفرط للطاقة، وظهرت الحاجة إلى وجود بديل يعالج هذه العيوب، وهذه كانت بداية ظهور بروتوكول إثبات الحصّة.
– هذا البروتوكول باختصار يعتمد على ضرورة امتلاك شخص & جهة ما لعدد معين من العملات من أجل المشاركة في عملية تدقيق المعاملات وتأمين الشبكة. يعني النظام يفترض أن هذه الجهة أو هذا الشخص لن يتصرف بشكل خبيث للإضرار بالشبكة لأنه سيخسر أمواله المكدّسة على هيئة عملات الشبكة.
– كما في نظام إثبات العمل PoW حينما يحصل المعدّن على مكافأة الكتلة؛ فإن المدقق Validator في نظام إثبات الحصّة PoS يحصل على عائد بنسبة مئوية.
من أين تأتي عوائد الستاكينج Staking؟
– سنتحدث الآن عن 4 أنواع من أنواع الستاكينج، والفرق بين هذه الأنواع، لأن هذا الأمر هامّ جدًا لمعرفة مخاطر كل نوع، وأيضًا من ناحية الحكم الشرعي لهذه العوائد.
1- عوائد إثبات الحصّة PoS
– علمنا في الفقرة السابقة أنه في نظام إثبات الحصّة يحصل المدقق لكي يشارك في تدقيق المعاملات وتأمين الشبكة يجب أن يمتلك عدد كبير من عملات الشبكة، وهذا هو الشائع في أغلب مشاريع البلوكتشين التي تعتمد على هذا النظام، ولأن كل شخص لا يمكنه امتلاك هذا العدد من العملات يظهر لنا عنصر آخر وهم المفوّضون Delegators.
– المفوّض هو من يمتلك عدد من العملات أقل من العملات المطلوبة ليصبح مدقّق، ولذلك يقوم بتكديس عملاته مع أحد المدققين مقابل الحصول على جزء من الأرباح التي يحصل عليها من عملية التدقيق، وهذا في المقابل يعود بالنفعل على المدقّق، لأنه كلما زاد عدد العملات التي يمتلكها؛ كلما زادت فرصته في أن يتم اختياره في عملية التدقيق للكتل.
– في بداية إطلاق المشروع يتم تحديد عدد معين من العملات لدفع هذه العوائد؛ مثلًا 20% من إجمالي العملات، في حالة كان عدد العملات محددًا بحد أقصى، وهذا العائد هو الذي يُدفع منه أرباح الستاكينج Staking.
2- عوائد توفير السيولة Liquidity Staking
– هناك نوع آخر من أنواع الستاكينج وهو خاصّ بتوفير سيولة لمنصات التداول اللا مركزية وهو يُسمى LP Staking. هذه المنصات تعتمد على توفير المستخدمين لسيولة من عملة ما، لتسهيل عمل المنصة وتوفيرها لإمكانية الشراء والبيع لهذه العملة.
– في هذه الحالة يقوم المستخدم بتوفير السيولة على هيئة زوج من العملات؛ مثلًا ETH/USDT، ثم تقوم منصة التداول اللا مركزي بتوزيع جزء من الرسوم التي تحصل عليها من عمليات الشراء والبيع وغير ذلك إلى الأشخاص الذين قاموا بتوفير السيولة، بحسب نسبة مساهمة كل شخص في إجمالي السيولة.
3- عوائد الإقراض DeFi Lending
– هناك منصات تسمى منصات الديفاي، وهذا مصطلح للتمويل اللا مركزي. هذه المنصات باختصار تحاكي عمل البنوك التقليدية ولكن بطريقة لا مركزية. في توفر للمستخدم إمكانية توفير السيولة والحصول على عائد أو فائدة، وهي في المقابل تقوم بإقراض أموال إلى من يريد الاقتراض وتحصل على نسبة من هذه العمليات.
4- برامج الأرباح
– هذا النوع من أنواع الستاكينج لا يعتمد على أي استخدام للعملات المكدّسة. فقط يتم منح عوائد لحاملي العملة من أجل تحفيزهم على الاستمرار في الاحتفاظ بالعملة وعدم بيعها، للمساعدة على استقرار سعر العملة وعدم انخفاضها.
– هذه البرامج موجودة تقريبًا في جميع العملات الرقمية التي ليس لها بلوكتشين خاصّ بها، حيث توفر هذه المشاريع منصة لتكديس العملات عليها لتحقيق أرباح بنسبة مئوية من العملات المكدّسة. أي نفس النظام كما في عوائد إثبات الحصّة PoS، لكن الفرق أن العملات في عوائد إثبات الحصّة PoS يكون لها استخدام حقيقي.
– يوجد هذا النوع أيضًا في بعض المشاريع بشكل مختلف، حيث تجد عملاتك تزداد وحدها داخل المحفظة دون عمل تكديس لها في أي مكان، وهذا يُسمى Smart Staking.
ما هو عيوب الستاكينج Staking
- الحكم الشرعي لهذه العوائد غير معلوم
- انخفاض سعر العملة يجعل عملية الستاكينج غير مُجدية
- في حالة اختراق وسرقة حوض السيولة تفقد عملاتك المكدّسة داخل الحوض
- غالبًا ستحتاج إلى تكديس عملاتك لفترة محددة، تفقد فيها القدرة على التحكم في عملاتك
- غالبًا يكون هناك فترة انتظار لعدة أيام إذا أردت استرداد عملاتك قبل انتهاء المدة المحددة مسبقًا
- في حالة التكديس مع مدقق في النوع الأول PoS وتعرض المدقق لعقاب Slashing تخسر جزء من عملاتك
- إذا تعرضت عملة لحدث أدى لانهيارها (كما حدث مع Luna) لن تستطيع بيع عملاتك قبل انهيار سعر العملة
هل Staking حلال أم حرام؟
– طبعًا أمر مثل هذا لا يجب عليه إلا عالم دين، وأنا لست مؤهلًا للفتوى. لكن مما عرضناه من أنواع الستاكينج السابقة يظهر لنا أن النوع الأول له وجه حِل من باب “الجعالة”، ولكن ثبات العائد على العملات المكدّسة يضع هذا الوجه في مشكلة.
– بالنسبة للأنواع الأخرى فهي كما وضح لنا من طبيعة عملها تنضوي على عمليات الإقراض مقابل الحصول على عائد ثابت أشبه بالفوائد الربوية، أو الحصول على عوائد مقابل توفير السيولة، أو بدون أي مقابل كما في النوع الأخير، وهذه ليس لها وجه في الشريعة حسب علمي.
الخلاصة؟
– بناءً على ذلك فالأولى والذي أعمل به بشكل شخصي هو عدم التعامل مع الستاكينج لما فيه من شبهة دينية وإشكال حول هذه العوائد، بالإضافة إلى المخاطر الشديدة على عملاتك عند عمل Staking لها كما سبق وأوضحنا في الفقرة السابقة، والله أعلى وأعلم.
مصدر المقاله